من أدرك رمضان ولم يغفر له
أيها الصائم ، اشغل نفسك بسؤال ؛ هل قبل الله عملى ؟ هل اعتق من النار رقبتي ؟ هل انا مرحوم أم محروم ؟ وادع الله كثيرا أن يجعلك من المرحومين ، وأن تكون من الفائزين .
تذكر أيها الصائم أن ناساً صاموا ولم يقبل منهم ، وقاموا ولم يغفر لهم ، إنهم ما صاموا ايماناً واحتساباً ، وما قلموا إيماناً واحتساباً ، وإنما استثقلوا الشهر وما فيه ، وتمنوا أن لم يشهدوه ولم يدخلوا فيه .
ورد في مسند أبو يعلى وعنه بن حبان في صحيحه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم " صعد المنبر فقال آمين آمين آمين قيل يا رسول الله إنك حين صعدت المنبر قلت آمين آمين آمين قال إن جبريل أتاني فقال من أدرك شهر رمضان ولم يغفر له فدخل النار فأبعده الله قل آمين فقلت آمين ومن أدرك أبويه أو أحدهما فلم يبرهما فمات فدخل النار فأبعده الله قل آمين فقلت آمين ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك فمات فدخل النار فأبعده الله قل آمين فقلت آمين "
عود الأراك أم عود الهلاك ؟!
وأنت يا أخي الذي تجلب في رمضان ، من الاطعمة والاصناف والالوان ، وكأنك كنت في حرمان ، هل هو شهر الصوم أم جلب الطعام ؟
احفظ بطنك وما حوى والرأس وما وعى ، وتذكر الموت والبلى ، وأهل الجوع والبلا .
ويا من ابتليت بالتدخين ، ها انت قد امتنعت عنه يوماً كاملاً ، شهراً كاملاً ، فما الذي منعك وكنت تقول : لا أستطيع تركه ؟
إنك تركته لما أخذت قراراً ألزمت به نفسك ، أنه لا تدخين طوا النهار ، لكنك كما اعلنت هذا القرار بعزيمة ، أعلنت بسهولة الهزيمة ، بعد أن انتهى يومك وجاء ليلك ، فلم تفكر جاداً أن تتركها أبداً ، لكنك أثبت لله عليك حجة أنك تستطيع تركها ، فماذا تقول له بعد أن عدت لها ؟؟ أليس من الاكرم والاطهر والانفع لك بدلاً من ان تحمل علبة السجائر أن تحمل في جيبك مصحفاً ؟؟ وبدلاً من أن تمسك بسبابة التسبيح ، على عود هلاك خبيث قبيح ، منتن الريح ، فأمسك بها عود آراك تصح وتستريح ، فأيهما افضل عود الآراك أم عود الهلاك ؟!