فــكـرة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

افكـارنـا واحـده


    "" عصر الفراعنه ""

    islamwalee
    islamwalee
    المراقب العام


    عدد المساهمات : 268
    السٌّمعَة : 20
    تاريخ التسجيل : 11/07/2009

    "" عصر الفراعنه "" Empty "" عصر الفراعنه ""

    مُساهمة  islamwalee الإثنين يوليو 13, 2009 1:07 pm

    حول اخناتون عبادة آلهة مصر من المعبود آمون إلى المعبود آتون الذى يرمز له بقرص الشمس ، وحظر عبادة الإله آمون ، ومحا اسمه من المعابد والهياكل والمسلات، وغير اسمه الشخصي من 'آمون* حتب' أي حبيب الاله آمون، الي 'أخن* أتون' أي أتون راضي , كما أصبح اسمه الرسمى من توت عنخ آمون إلى توت عنخ آتون ، وهجر طيبة عاصمة الديانة الأمونية، وبني لنفسه عاصمة جديدة اسمها 'أخيتاتون' وموقعها خرائب تل العمارنة فيما بين المنيا وأسيوط.
    لماذا كان هذا الانقلاب الذي غير مجري الحياة المصرية، فوقعت مصر فى فوضى , فالإله آمون عبده المصرى من قديم الزمن ,آثار كهنة آمون الفوضي الدينية وما لبثت أن عمت البلاد كلها ، وولما كان المصرى يعتبر الملك صورة من المعبود الالهي الذى رسخ فى أذهانهم أنه آمون , فلما تغير الإله أصبح فرعون غريباً عنهم , لأنه يعبد إلاها غريباً ، وهناك عاملاً آخر نفر شعب مصر منه أن جدته ليست من سلالة الفراعنه فقد كانت أبنه رئيس المركبات الحربية , كما أنها تنتمى إلى النوبة فيما يبدو أى ليست مصرية خالصة .

    وكان توت عنخ آتون يحكم البلاد حكما أتوقراطيا: يصعب تجاهل العوامل المختلفة التي حركت هذا التغيير الأتوني , وحتى نحيط علما بمجريات الأحداث علينا أن نعود الي الأحوال التي مرت بها مصر أثناء حكم 'التحامسة' وهم ملوك الاسرة الثامنة عشرة وأبرزهم تحوتمس الثالث مؤسس الامبراطورية، فقد حافظ خلفاؤه علي مكانة مصر الخارجية وكان تحوتمس الرابع * جد اخناتون* آخر ملوك مصر المحاربين الذين ازدهرت الامبراطورية علي سواعدهم، وفرضوا هيبة مصرعلي سوريا و العراق وما يقع بينهما من ممالك، فلما تولي ابنه آمونحتب الثالث* والد اخناتون* بدأ التحول نحو الضعف الذي صاحبه اضطراب في الحياة الدينية بسبب النفوذ المطلق الذي اكتسبه كهنة آمون.



    ثروات الكهنه

    وفي ذلك يقول مؤلف كتاب 'توت عنخ آمون' الذي رمز الي اسمه بالحرفين 'ق.ي' أن الفتوحات الحربية التي قام بها 'التحامسة' عادت علي البلاد بأسلوب وغنائم وثروات وأسري لا يحصي عددها، ولما كانت هذه الفتوحات قد تمت باسم الاله آمون، فقد كان نصيب الكهنة من هذه الثروات هو نصيب الأسد، فامتلكوا الضياع، وكدسوا الأموال، واقتنوا العبيد، وسخروا الفلاحين في أراضي الأوقاف التي حبست باسم آمون. وخلع رئيس الكهنة وهو الوزير الأول* علي نفسه من الألقاب الدينية والسياسية ما يهدد سلطان الملك الديني والدنيوي مثل: حبيب الله، قمة السلام. المتصرف المطلق في الوجهين، حامل أختام الملك، زعيم الشعب، اكبر أمناء الملك، رئيس الأنبياء للمعبود آمون..الخ



    فساد الكهنه وسيطرتهم على مصر

    كان الكهنة لهم سطوة وسيطرة من خلال فرعون , ولكنهم فى هذا العصر يبدو أنهم أنقلبوا عليه فقلبوا مائدة الحكم من أمامه , وطانت سلطتهم وسطوتهم قد نمت كثيراً فإستغلوا هذه السلطات المطلقة التى أستحوذ عليها كبير الكهنة حيث انه تجمع حوله جيش كبير من الكهنة والموظفين والكتبة والعبيد، يأتمرون بأمره، حتي كاد شخص الفرعون ان يتحول بجانبه الي شئ لا وجود له ، ولا شك أن هذا النفوذ السرطاني أثار مخاوف الملك الشاب الذي وجد نفسه محاصرا بهذه الطبقة الفاسدة وقد جعلت من الدين سبيلا الي الثراء وخداع العوام.
    ويضعنا الدكتور أحمد فخري، أمام حقيقة يغفلها بعض المؤرخين، وهي أن اخناتون لم يشتط في أول دعوته، ولم يباديء كهنة آمون بالعدوان، بل أن كل ما فعله في تلك الفترة المبكرة هو دعوته الي عبادة آتون، وجعل منه الهه المفضل، وتبعه دون شك بعض كبار الدولة وكثير من العامة، عملا بالقول المأثور 'الناس علي دين ملوكهم'. فلما بدأ كهنة آمون يحسون بالخطر الجديد بدأوا يخلقون المتاعب أمام الملك الجديد.



    تطور الفنون فى حكم اخناتون

    ولما كان اخناتون قد تقلد الحكم من خلال كهنة آمون وأنه أبن آمون في بداية حكمه فقد أحترم هذه الألهه فى بداية حكمه ولكنه سرعان ما تحول إلى عبادة الشمس أى بعبادة 'أتون' فان أتون لم يكن إلها أجنبيا عن مصر، لأن اسمه معروف منذ الدولة القديمة وورد في نصوص الاهرام، أي قبل أن يولد اخناتون بالف عام، كما ان احياء عبادة الشمس وشكل قرص الشمس وهو يمد شعاعه بالحياة كانا أمرين معروفين في أيام جده تحوتمس الرابع، إذ نعرف انه في عهد هذا الملك بالذات بدأ الفن المصري يتحرر من كثير من قيوده القديمة ويتجه نحو أساليب واقعية تمثل الحياة كما هي، وتظهر ما في الطبيعة من جمال، واستمرتطور الفن في عهد آمونحتب الثالث ونشأت في أيامه المدرسة الفنية التي مهدت لظهور مدرسة العمارنة.



    عاصمه جديده لمصر

    ويبدو أن كهنة آمون في طيبة إتخذوا موقفاً عدائياً منه فأوجد شئ من النفور فى نفس أخناتون ، وانقسم الناس، وبدأت المتاعب أمامه واضحة. وظل اخناتون مقيما في طيبة طوال السنوات الأربع الاولي من حكمه، فلما اشتدت وطأة الكهنة ضده عمل علي انشاء العاصمة الجديدة طوال عامين انتقل بعدهما اليها ومعه عائلته ورجال قصره، واستقر هناك، وأقسم يمينا سجلها علي اللوحات التي أقامها بأنه لن يغادر حدودها طالما كان حيا ، , وهنا يتسائل المؤرخين هل هذا القسم يكشف عن المرارة التي كان يعانيها من كهنة آمون ، ومن المحافظين من رجال دولته الذين لم تعجبهم هذه الحركة الجديدة أم أنه قسم دينى لمحبته للعبادة الجديدة التى اوجدها .
    ولم يغادر أخناتون طيبة الا بعد أن اعلنها حربا لا هوادة فيها علي آمون وعلي غيره من الآلهة. وفي مثل هذه الأجواء التي يختلط فيها الدين بالحكم، أمر إخناتون بإقصاء كل من لم يتبعه في دينه الجديد، وتقريب الذين استطاعوا الحصول علي ثقته بما كانوا يبدونه من حماس صادق أو مصطنع، فأصبحت وظائف الدولة في أيدي رجال العهد الجديد، وكانوا حديثي عهد بفن الحكم، وفي وقت كانت فيه البلاد في مسيس الحاجة الي الخبرة والكفاءة.



    ظهور اسم العبرانيين

    لقد نتج عن هذا الأنقلاب انصراف الدولة عن مصالحها الخارجية، فازدادت الحالة سوءا في آسيا، واصبحت مملكة خبتا 'الأناضول' تغير علي أطراف سوريا وتضمها ولاية بعد أخري الي ممتلكاتها، كما أخذت مدنا عديدة في فلسطين وفينيقيا تستقل بأمورها عن الادارة المصرية، او تغير احداها علي الأخري، وزاد الطين بلة أن قبائل جماعات العبرانيين تؤسس وطناً لها ، وهي القبائل المعروفة باسم 'الخابيرو' وهو اشتقاق من اسم 'العابيرو' أو العبرانيين.
    وبدأت الادارة المصرية تتلقي صرخات الاستغاثة من حكام هذه الولايات المخلصين للحكم المصري، ولكن اخناتون لم يعرها اهتماما لأنه كان مشغولا بديانته الجديدة، فلجأ هؤلاء الأمراء الي أمه الملكة 'تي' وكانت تقيم في طيبة، فأخذت تبعث اليه برسائل التنبيه لعله يفيق من سكرته، ويلتفت الي الخطر المحدق به، وازداد التحذير حتي اصبح ضجيجا في أذن اخناتون، فصم أذنيه عامدا حتي لا يسمع النصيحة، ورفض أن يفعل شيئا لانقاذ الممتلكات المصرية في آسيا، ونفرغ لتأليف الأناشيد في عبادة أتون، والذهاب الي المعبد ليسمع كلام المنافقين والأفاقين.


    محاوله اغتيال اخناتون

    وبدأت المؤامرات علي حياة اخناتون، وكادت احدي محاولات الاغتيال أن تنجح لولا يقظة رئيس حراسه الذي أسرع بالقبض علي المتآمرين، وخشي الملك علي حياته، فانزوي في قصره، لايحيط به سوي قلة ، ومنهم شخص أجنبي اسمه 'توتو' دخل في حاشيته خادما، ولم يلبث ان صار صاحب الأمر والنهي، وكثيرا ما استعان به حكام الأقاليم الخارجية في التدليس علي الملك، والتمويه عليه بأخبار كاذبة تخفي عنه الحقيقة.. وكانت الحقيقة مؤلمة وقاسية.. وهي انهيار الامبراطورية المصرية التي اقامها تحوتمس وخلفاؤه، علي يد هذا الملك الذي عاش في أوهام الريادة الدينية، وعندما يضع الحاكم مصلة الدين قبل مصلحة الدولة معناه أنه يضيع الدولة .

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 28, 2024 9:27 am